عن كتاب: لماذا انا مسيحي؟ لفرانك كراين
ان السبب في شعور بمرارة الحياة وشقائها هو اهمال الانسان التفكير في الرباط بين حياته على الارض وحياته في العالم الاخر. عقيدتنا في الابدية تلطف من حدتنا وقت الغضب وتثبت امانتنا وقت التجربة وتؤيد ايماننا وقت الشهادة. بل ان اطمئناننا وسلامنا الداخلي وقناعتنا التي تظهر كنجوم متلالئة في حياتنا انما هو ثمرة ايماننا بالابدية.
اما الملذات فانها محدودة لان ورائها تتبعثر جميع احلامنا – اذ نقرا العبارة المرعبة المكتوبة باحرف من نار “العالم يزول وشهوته معه”.
وان الانسان لا يمكن ان يحترم ذاته او يعني بامورها بنبل اذا كان يؤمن ان هذا الفصل من كتاب حياته هوقصته كلها من اولها الى اخرها.
وطالما اعمل الانسان فكره لمعرففة اسباب الشر والتمرغ فيالدعارةوالظلم والؤم والخسة . السبب الحقيقي البالوعة التي تطفح منها قذورات لطخت الجنس البشري على مر العصور وجعلته يرسف في قيوده الاعتقاد بانه العوبة او ملهاة الحياة كما دعاها شاكسبير في احدى مسرحياته – تنتهي بان يرخي الموت ستائره وبعد ذلك لا يوجد شئ.
على ان خلاصة فلسفة النشوء والارتقاء تظهر لنا بالعكس ان الحياة ليست في العهد الطويل الذي قضيناه بل في العهد الاطول الذي لن ينقضي. فما م عاقل يستطيع ا يبحث في علوم الارض دون ان يدرس علاقتها بالكواكب والاجرام المالئة الفضاء اللانهائي. كذلك ما من قوة عاقلة تستطيع ان يفصل بين الحياة البشرية وصلتها الخالدة بالابدية.